ما بعد الصدمة!!
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد
فإن وفاة الشيخ علي الحلبي -رحمه الله تعالى -تعد صدمة نفسية لأتباع الدعوةالسلفية خاصة في الأردن،بما يمثله الشيخ من رمزية فكرية مرموقة، فالشيخ هو المنظر و الموجه و القدوة، وهو القلب الحاني و البيت الدافئ الذي يأوي إليه الشباب في كل أزمة تمر بها الدعوة السلفية.
عرف عن الشيخ-رحمه الله تعالى- قدرته العالية في التواصل مع تلاميذه، وتتبعه لأحوالهم، بما اتصف به من تواضع جم وطيب معشر،وكذلك متابعته لأدق التفاصيل عما يحاك ضد السلفية،والرد على خصومه بأسلوبه العلمي المتميز،وعلاقاته مع جميع الفئات الاجتماعية، وتسخير ذلك دفاعاً عن الدعوة السلفية.
ويبقى السؤال ماذا بعد الصدمة؟!!
إن الإرث العلمي و الدعوي للشيخ -رحمه الله تعالى- يعد منطلقاً للإفاقة من هذه الصدمة، ودراسة المراحل الفكرية التي عاشها الشيخ و تحليلها ومعرفة أحوالها،وما اعتراها من اجتهادات قد يوافق عليها أو يخالف فيها، يخرجنا من هذه الصدمة،مع الاعتراف أن الدعوة السلفية في الأردن على وجه الخصوص لن تكون كما كانت قبل رحيل الشيخ الحلبي،فالشيخ تحمل جهداً مباركاً في نشر هذه الدعوة و الذب عنها، وربما كنا نعول عليه بعد الله تعالى في ذلك،فترك رحمه الله تعالى فراغاً لا يسده إلا أمثاله من أصحاب الهمم العالية.
وهذه الدعوة المباركة كما تعلمنا من روادها الأوائل في هذا العصر :الشيخ ابن باز و الشيخ الألباني و الشيخ ابن عثيمين-رحمهم الله تعالى- ليست دعوة أشخاص بل دعوة منهج،من غير تعصب و لا تحزب لأحد،منهج يوحد الأمة على الكتاب و السنة واتباع السلف الصالح من الصحابة الكرام و التابعين لهم بإحسان من الأئمة الأربعة وعلماء الأمة عبر العصور، فتوحيد الجهود مع كل من يعمل في الساحة الدعوية لخدمة إسلامنا العظيم، في مواجهة مكائد أعداء الدين،مع النصح و التلطف فيما بيننا سبيل للخروج من هذه الصدمة.
رحمك الله شيخنا يا أبا الحارث و كتب لك أجر الشهادة بما أصابك.
والحمد لله رب العالمين.
علي العجين
بيرين الخضراء
الأردن
صباح الخميس
٤ربيع الثاني ١٤٤٢ه الموافق ١٩ /١١ /٢٠٢٠م