لا يخفى على المتابع للشأن الأردني الهجمة الشرسة التي يقوم بها بعض أتباع التيار العلماني بشتى خلفياته اليسارية و الليبرالية على الثوابت الإسلامية و حقائق الدين وطعنه في التراث الإسلامي والاستهزاء بالعلماء، والدعوة لتنقيح المناهج الدراسية من التطرّف كما يزعمون،استغلالاً للموقف الدولي من الحرب على الإرهاب وانتهازاً لشعور الأردنيين بسبب أحداث داخلية قام بها أشخاص هم أبعد الناس عن الفهم الصحيح للإسلام ، وترافقت هذه الحملة على الإسلام بحملة خارجية موازية لا تقل شراسة، فكأن هذا التيار يرى أنها الفرصة الأمثل لهدم قلعة الإسلام الراسخة في بلدنا الحبيب.
وكان من الطبيعي أن يواجه المسلمون -ولا أقول الإسلاميين كما يحلو للعلمانيين تسميتهم، لفصل المجمتع المسلم عن دينه وعلمائه ودعاته -أن يقوموا بالرد نصيحة لله ولدينه وللمسلمين.
وعلى أهمية هذه الردود وصدق عاطفة أصحابها إلا أن بعضها يفقد الصفة العلمية و يتميز بالعشوائية، وعليه أقدم للغيارى على انتماء مجتمعنا لإسلامه العظيم، هذه الخطة العملية:
١- البعد عن استعمال أسلوب الشتم والتجريح في الرد ،فهذالا يتناسب مع أدب الإسلام وخلقه الرفيع، ولا يقال أن بعض العلمانيين يفعل ذلك، أو أنهم يستحقون ذلك، فالمسلم صاحب رسالة وقيم يتمسك بها حتى مع خصومه.
٢- والأخطر من ذلك وصف الخصم بالكفر، وهذا ما يسعى العلمانيون إليه من خلال استفزازهم لبعض الدعاة، ثم يقال: انظروا إلى هؤلاء التكفيريين، وهذا أغلى ما يتمنى العلماني الحصول عليه، ولا يخفى على الإخوة الكرام خطورة التكفير ولا سيما تكفير المعين،وضرورة إقامة الحجة وتوفر الشروط وانتفاء الموانع.
٣-معرفة مراتب القوم ،فالعلمانيون ليسوا على درجة واحدة، فمنهم الغلاة الذين يَرَوْن أن الإسلام تخلف ورجعية وأنه سبب الأوضاع المزرية للمسلمين اليوم ويسعى لإقصائه من جميع تفاصيل الحياة، ومنهم الأقل خطراً، ومنهم من يؤمن بدين الله ويقيم شرائع الإسلام ، ولكنه يدعو للحداثة ولا سيما في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكل يرد عليه بما يناسبه.
٤- ضرورة الاطلاع على كتب العلمانيين ومقالاتهم ومعرفة مناهجهم وأساليبهم، فالبعض يرد عليهم فيكون رده رداً غير علمي فيضر أكثر مما ينفع.
٥- مما يعين على الرد عليهم طبيعة المجتمع الأردني المحافظ على هويته الغيور على دينه، فعلينا استثمار هذه الميزة بتذكير أفراد المجتمع بذلك،وتحذيرهم من خطورة الفكر العلماني، فيصبح الرد رداً مجتمعياً بدلاً أن يكون فردياً، مع التذكير بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة وتراث علماء الأمة، الداعية للتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً ومنهج حياة.
٦- حث طلاب العلم وطلبة الدراسات الشرعية بدراسة الظاهرة العلمانية في الأردن، والقيام بدراسات مسحية للكشف عن رموز العلمانية، ومقارعتهم بالحجة والعلم والدعوة بالتي هي أحسن.
٧- تنظيم حملات توعوية منهجية منظمةعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لبيان خطورة الفكر العلماني المتطرف على السلم المجتمعي.
٨- توحيد الجهود بين جميع المسلمين، أفراداً وجماعات، ودوائر رسمية للتصدي للظاهرة العلمانية في البلاد.
٩- التحول من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الهجوم، فعوار الفكر العلماني وتناقضاته وسلبياته كثيرة وواضحة، فعلينا بيانها للناس، وإظهار الداعشية العلمانية التي تسعى لتغريب المجتمع الأردني عن هويته الإسلامية بإرهابها الفكري، حيث أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة استناداً على الشرعية الدينية التي قامت عليها الدولة الأردنية.
١٠- عقد مناقشات هادئة مع من يرفع شعار الإسلام العلماني ، للتنبيه على خطورة ذلك ، وتفنيد حججهم ومبرراتهم.