المشرف العام :أ.د.علي بن ابراهيم العجين

"عذراً يا أستاذ الأستاذين."

تحاول الأمة أن لا تفقد الأمل رغم التراشق بالعلن بع...

تحاول الأمة أن لا تفقد الأمل رغم التراشق بالعلن بعد أن كان -التراشق بالخفاء-وهي ترى أصح كتاب بعد كتاب الله يوضع - في الزنزانة- .

وهي تسمع-تراتيل كاهنة -الحداثة ينز عنفاً لفظياً و كهنوتاً إقصائياًباسم الأدب فأتساءل - لمن الصوت - هل هو صوت مستشرق ؟ صوت لؤم ؟ لمن الصوت النشاز؟ أين الصوت العذب الصادق الناقد.؟؟!!

تتساءل الأمة وقد أصابها- جوى -حب البخاري ومسلم لماذا يبغضون الشيخين ؟

تتساءل دفاتر البخاري عن -رائحة دفتر -الحقد الدفين ، وعن إغلاق- أبواب المجد- وعن - الذم الدنيء بدلاً من -الثناء الجميل- للجامع الصحيح. ، وإذا قولهم: أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى يصبح - كلاماً منحىً- ويصبح مبالغات وأكاذيب.

وهي تسمع - لغة غائبة- يغيب عنها حوار علمي ويمارس فيها - التعدي على الآخرين- بل على الأمة جمعاء.

ونحن نسمع- تراتيل الكاهنة- نقترح عليها أن تسلتهم من طفولة البخاري أدباً للطفولة، قال البخاري:( ثم خرجت من الكُتاب بعد العشر،فجعلت أختلف إلى الداخلي- أحد شيوخه- وغيره، فقال يوماً فيما كان يقرأ للناس: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقلت له: إن أبا الزبير لم يروِ عن إبراهيم، فانتهرني، فقلت له:ارجع إلى الأصل، فدخل فنظر فيه، ثم خرج، فقال لي: كيف هو ياغلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني وأحكم كتابه، وقال: صدقت.)

فإذا كان فعل ذلك وهو غلام أيعجز عن مراجعة كتابه حديثاً حديثاً!!

ونقول المبدع الحقيقي الذي أخرج لنا أعظم منتج إبداعي لا يقاس جهده بساعات من النهار يمضيها للتأليف ،قال محمد الوراق - رفيقه في السفر-: (فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة، في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري ناراً ويسرج، ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها.)

أماعلم الجرح والتعديل والعلل فقد اختلط بفكره ودمه ولحمه وعظمه وأنفاسه ووجدانه ،فهذا الإمام الذهلي يسأله عن الأسامي والكنى والعلل – وهم في جنازة- والبخاري يمر فيه مثل السهم كأنه يقرأ : قل هو الله أحد. )

فأقول:- آسف يا أمي- أعني أمتي ،فإن - لغة الأنثى- خانها الوفاء لأمتها وسنة نبيهاصلى الله عليه وسلم .

وعذراً لأستاذ الأستاذين.